الأخبار والاحداث



وداع مهيب للسفير حيمري
2014-05-27
بعد غياب مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المراسم والعلاقات العامة السفير مارون حيمري (عضو الهيئة التنفيذية لجمعية اعضاء جوقة الشرف-فرع لبنان)، كان لبنان على موعد رسمي مع مراسم الوداع التي احتشد من اجلها كبار المسؤولين اللبنانيين والشحصيات الرسمية والسياسية والبروتوكولية والشعبية.  واقيم للمناسبة مأتم رسمي مهيب في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في وسط بيروت، وترأس الصلاة ممثل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي المطران طانيوس الخوري وعاونه رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر وأمين سر البطريركية المارونية نبيه الترس.

وشارك في المأتم الرئيس ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، السيدة جويس الجميل ممثلة الرئيس أمين الجميل، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير سجعان قزي ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الرئيس حسين الحسيني، النائب جان اوغاسبيان ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزيرا الإعلام رمزي جريج والسياحة ميشال فرعون، السفير البابوي غابرييللي كاتشا، وفد من السفارة الفرنسية ممثلا السفير باتريس باولي ضم مدير المراسم فرانسوا ابي صعب والمستشار الثاني جان كريستوف اوجيه، النائب ناجي غاريوس ممثلا النائب العماد ميشال عون، النائب عبد اللطيف الزين، النائب جوزف المعلوف ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

كما حضر العميد انطوان الحلبي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوزراء السابقون: ميشال اده، منى عفيش، خليل الهراوي، ناجي البستاني وفادي عبود، النائب السابق بيار دكاش، العميد ماجد طربيه ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الياس البيسري ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، الأرشمندريت ألكسي مفرج ممثلا المتروبوليت الياس عودة، السيدات صولانج الجميل ونايلة معوض ومنى الهراوي،امين عام جمعية اعضاء جوقة الشرف- فرع لبنان رفيق شلالا، رئيس مكتب الاعلام في الرئاسة اللبنانية أديب ابي عقل، السيدة اليان طارق متري، اضافة الى عائلة الفقيد زوجته واشقائه.

الرقيم البطريركي
بعد تلاوة الانجيل المقدس، تلا المونسنيور الترس الرقيم البطريركي وقال فيه: "بالاسى والرجاء المسيحي تلقينا ونحن في القدس أم الكنائس، نبأ وفاة السفير مارون حيمري مستشار رئاسة الجمهورية للمراسم والعلاقات العامة، الذي غادر على وجه السرعة حاملا 81 سنة في الخدمة العامة والمناصب السياسية والديبلوماسية قام بها جميعها بجدارة وحكمة واخلاص. وصلينا لراحة نفسه اليوم في القداس الذي أقمناه على القبر المقدس".

أضاف: "أبصر النور في بكفيا، والده جورج حيمري، والدته جورجيت اسكندر نعمه، أنهى دروسه في مدرسة القديس يوسف للاباء اليسوعيين، ونال شهادة في القانون والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، اكتسب الجنسية التشادية عام 1964 وانتمى الى السلك الديبلوماسي التشادي حتى عام 1975، فعين قنصلا فخريا لتشاد في لبنان وكلف مهاما في الجمهورية التشادية وعين ممثلا خاصا للرئيس التشادي، وكان المنسق لزيارة الملك السعودي فيصل لتشاد عام 1972. عاد سنة 1975 الى لبنان وعين عام 1984 رئيس فرع المراسم لدى رئاسة الجمهورية، وعام 2011 مستشار رئيس الجمهورية للمراسم والعلاقات السياسية، وضع برنامج المراسم وكتاب مرسوم التشريفات، اقترن بالسيدة تريز ميناس ميسيريان وعاش معها حياة زوجية تميزت بالوفاق والرضى والتعاون، استحق اوسمة عدة بلعت 17 وساما من بلدان عديدة عربية وغربية، ومن بينها الوسام الوطني التشادي، وسام الارز الوطني الكبير، وسام الفاتيكان ووسام جوقة الاستحقاق الفرنسي".

وختم: "أحد أعمدة قصر الرئاسة تميز بالعمل الدؤوب والتفاني في صمت وتجرد، واكب العديد من الرؤساء وتولى مسؤولية المراسم والتشريفات في رئاسة الجمهورية اللبنانية، وكان موضع احترام وتقدير من قبل من تعامل معه. لم يظهر أي تحيز سياسي او حزبي فكان مخلصا للوطن ولعمله في رئاسة الجمهورية، متعبدا لله ولقديس لبنان مار شربل، وهو سافر الان السفرة الاخيرة ليلتقي ربه، وإكراما لدفنه نوفد اليكم المطران طانيوس الخوري رئيس اساقفة صيدا السابق ليترأس بإسمنا الصلاة لراحة نفسه ونقل تعازينا الحارة للعائلة".

كلمة شقير

من جهته، قال شقير: "اليوم استكان، لبرهة، من كان لأجيال اسما نظيرا للجمهورية اللبنانية، مرادفا لمهابة رئاستها، وهي مقامها الأول، وحارسا أمينا لقيمة حضورها. ونحن، إذ عرفناه وعملنا سويا، خبرنا شفافيته اللصيقة بالكبر، حاملة خلقا يهذب بلا وطأة، وسعيا دائما إلى ترتيب كل شيء في محله ودوره. المقاييس عنده هي القاعدة، ومرفوضا يكون ما لا يندرج فيها. راحته في تعب العمل، وقد كان سباقا إليه، فإذا ما أذنت مهمة، التهب حماسة والتزاما حتى تنفيذالهنيهة الأخيرة فيها. بذلك، جعل في ما أرساه من نهج عمل وأسس تعاط، لا تهاون فيها، مقام سيادة مرموقا وصورة مثلى، بهية وقوية لحضور رئيس جمهورية لبنان. فكان مسموعا في الداخل والخارج، محترما ومقبولا في كل ما يطلب، لا لنفسه، بل لإعلاء شأن هذا الحضور. وأكثر، لقد كان محبوبا من الجميع، وقد عاصره كثيرون، كبارا أو في زوغة الشباب، تدربوا على يده. وفي خدمة قناعته، كان أولا رقيبا لذاته في كل ما يقوم به، مبتغاه رضى كل من يحل ضيف الرئاسة اللبنانية، لموعد، لعمل، أو لزيارة".

أضاف: "كونه عاصر رؤساء عدة للجمهورية وسيدات أوائل عديدات، كان كل أحد منهم موضع اهتمامه وإخلاصه، إلا أنه كان لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء مكانة خاصة، فيها من المثابرة ما أراد هو أن يزيدها. وقد بادله الرئيس سليمان والسيدة وفاء محبة بمحبة، ورضى برضى، واحتضانا باحتضان. حتى إذا ما شاء فخامته تخفيف وطأة أثقال المسؤوليات عن كاهله، حين بدأت أثقال السنين ترهقه، أصر فخامته على أن يبقى له ما يريد من موقع استشارة ومهام ومتابعة. وهو ظل حتى الدقائق الأخيرة من انتهاء الولاية الرئاسية، على مرأى ومسمع مني، يعطي توجيهاته في دقائق تفاصيل وداع فخامته والسيدة الأولى. وإذ ألمت به فجأة وعكة أثناء احتفال وداع المديرية العامة للرئاسة في اليوم ما قبل الأخير، تعالى على ذاته وحضر في اليوم التالي، في كامل محياه، ليودعهما بما اعتاد عليه من حسن تصرف ورقي لياقة".

وختم: "أيها الفقيد الكبير، نقيم اليوم مراسم دفنك أيها الحبيب، أنت الذي كنت تنظم أكبر المآتم وأهم الاحتفالات، حسبك فخرا أنه لما استدعاك الساكن فوق، بين ربوات الملائكة، أقم بضياء الخدمة، وقد خبرتها، اليوم، قيامة، لتكون تعزيتنا بكأنك باق أبدا معنا".



شلالا
بدوره، ألقى شلالا كلمة العائلة وأصدقاء الراحل، وقال: "لا أعرف كيف أبدأ بالكلام عن السفير مارون حيمري، وهو الرفيق والصديق والمعلم بالنسبة إلي وإلى الكثيرين على مدى أكثر من 30 سنة. هل أتكلم عن "سعادة السفير" الذي ارتبط اسمه، وقبله اسم والده المرحوم جورج بك حيمري، برؤساء الجمهورية في لبنان، حتى بات ملاصقا لتاريخ الجمهورية ومرادفا للمراسم والتشريفات فيها؟
أم أحدثكم، وأنتم تعرفون، عن وجه ناصع من وجوه لبنان وجسر من جسوره الى محيطه والعالم، وصاحب مدرسة في قواعد البروتوكول وأصوله؟ أم أخبركم عن مارون حميري الذي خبرته كإنسان يشع تأثيرا في كل من حوله، محب للمحيطين به ومتفان في عمله الذي أعطاه كل وقته وحياته، فبات مخزن أسرار الرؤساء ومحط ثقتهم، يحفظ في قلبه ما عايشه معهم وما ائتمن عليه، فظل أمينا ووفيا في زمن قل فيه الوفاء؟".

أضاف: "إنه رجل كبير نشعر اليوم برحليه أن أصول المراسم والعلاقات العامة على مستوى العمل السياسي والوطني تخسر من رعاها وطورها ومن كان له الفضل الأول في وضعها بعد اتفاق الطائف، في نصوص رسمية باتت مرجعا ومستندا سارت على هديها المراسم في لبنان، واقتبست منها دول شقيقة ما تيسر لتنظيم التشريفات فيها. فهل هي صدفة أم قدر حزين، أن يغيب سفير المراسم ووجه رئاسة الجمهورية منذ 50 سنة متواصلة، في اليوم الاول الذي يغيب فيه عن القصر سيده؟ لكأن قلب مارون أبى أن يتوقف طالما أن الرئاسة بحاجة اليه، وهو قادر على إغنائها بخبرته ودماثة أخلاقه ونظرته السديدة، فيستمد من ثقة الرؤساء به قوة ترسم حينا حدودا وضوابط، وتتكيف أحيانا مع الظروف وتتناغم مع الضرورات".

وتابع: "صديقي مارون، خبرت الانسان الذي فيك وصانع لباقة التشريفات الرئاسية وفعاليتها، فأدركت كم كنت تصنع الأضواء للكثيرين، وأنت بعيد عن الاضواء، وعلمتنا نحن رفاق الدرب كيف نعمل بصمت، فتحكم ثمارنا علينا، وكيف نجعل من حبنا للوطن حافز الحوافز في عطاء بلا حدود ولا شروط. يخسرك الوطن، ولا أبالغ في ما أقول. ويخسرك الرفاق والاصدقاء والقصر الجمهوري. وتخسرك عائلتك الصغيرة، زوجتك العزيزة تيريز، وشقيقك جوزف وشقيقاتك وأولادهم الذين يفقدون برحيلك القلب العطوف والسند والضنين على التضحية من أجل من يحب. لك منذ اليوم يا مارون، آفاق السماء وحضن الاب السماوي وذكرى طيبة في صحفات لبنان المجيدة".



وختم: "باسم عائلتك التي شرفتني بالتحدث باسمها في هذا اليوم الحزين، أوجه الشكر الى جميع الحاضرين ومن التفوا بغيرتهم عليها لحظة رحليك المفجع، وعلى رأسهم فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، وصاحب الغبطة والنيافة واصحاب الدولة والمعالي والسعادة والسيادة والسماحة، والى أصدقائك الكثر الذين آلمهم غيابك المفاجئ، وقد شاهدوك قبل أيام فقط تودع فخامة الرئيس الذي أعرف مقدار حزنه على غيابك. وباسمي الشخصي، أوجه تعزيتي الحارة الى عائلتك، سائلا الله تعالى أن يفتح أبواب رحمته لاستقبالك، ولو كان في المستطاع منحك وساما في هذا الوداع، يضاف الى عشرات الأوسمة التي تحيط بنعشك، لمنحت بلا تردد "وسام حب الوطن من رتبة الوفاء. وداعا سعادة السفير، والى اللقاء يا مارون، يا أخي وصديقي ورفيق دربي".

التعازي
وقد تلقت العائلة التعازي من الرئيس إميل لحود والنواب: روبير غانم، مروان فارس وهنري حلو، الوزير السابق ادمون رزق ومن عميد السلك القنصلي جوزف حبيس الذي أبلغ العائلة تعازي النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس، بالاضافة الى تعازي عدد من الشخصيات الرسمية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والاعلامية.

 
© 2012 - SMLH-LB
ملاحظة : ان تطوير هذا الموقع تم بمساهمة كريمة ومشكورة من عضو الهيئة الإدارية للجمعية القنصل روجيه سماحة