افتتحت جامعة البلمند، برعاية البطريرك يوحنا اليازجي، كلية عصام فارس للتكنولوجيا في بينو عكار، والتي تم انشاؤها وتجهيزها بتمويل من النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس (عضو جمعية اعضاء جوقة الشرف- لبنان).
حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب نضال طعمة، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الدفاع يعقوب الصراف، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي هيثم عز الدين، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ القاضي خلدون عريمط، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم، وزراء ونواب حاليون وسابقون، شخصيات سياسية وحزبية وقضائية وتربوية واجتماعية ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات واتحاد روابط مخاتير عكار ومخاتير وحشد من اهالي المنطقة.
الراعي
والقى البطريرك الراعي كلمة جاء فيها: "يسعدني ان أشارككم في افتتاح معهد عصام فارس التكنولوجي التابع لجامعة سيدة البلمند، التي شاءتها الكنيسة الاورثوذكسية الشقيقة مكانا لتعزيز التربية على المواطنة والنهضة الثقافية والإنمائية والإقتصادية على ايدي أجيال يتخرجون منها متفوقين في العلوم ومتحلين بالقيم الروحية والأخلاقية والوطنية. فرحتنا مزدوجة: الأولى بإقامة هذا المعهد الجامعي، في عكار العزيزة. والثانية عودة دولة الرئيس الدكتور عصام فارس الى لبنان، وهو ابن عكار، بعد ما يقارب 12 عاما أمضاها في الخارج، وقلبه في عكار ولبنان وعيناه على شعب لبنان ومصيره ومستقبل هذا الوطن".
اضاف: "إن دولة الرئيس عصام فارس، بإنشائه هذا المعهد التكنولوجي، إنما أراد تعزيز الإنماء في منطقة عكار العزيزة، وتحفيز قدرات شبابها وإبداعهم على أرضها والأرض اللبنانية كافة".
وقال: "فيما نجدد التهاني لأبناء عكار الأحباء بتأسيس هذا المعهد الجامعي، نتمنى ان يحقق، بسهرِ دولة الرئيس الدكتور عصام فارس، وبادارة جامعة سيدة البلمند القادرة، أهدافه العلمية والأخلاقية والوطنية".
عريمط
وقال ممثل مفتي الجمهورية: "للرئيس عصام فارس مع العمل الوطني والانماء والمعرفة، حكايات وحكايات، شكلت له وبه نهجا وطنيا جامعا، بدأ معه في وقت مبكر وهو في ريعان شبابه في منتصف الستينات، حين شد رحاله من عكار التي أحبها وأحبته الى بلاد الله الواسعة، سعيا للرزق واكتشافا لما عند الاخر من معارف واقتصاد وعلم وثقافة وسياسة".
وخاطب فارس قائلا: "شكرا لك هذا الانجاز التربوي الكبير، وكل ما أنجزته سابقا من مراكز للبلديات، وما قدمته من المنح والعطاءات الدراسية من غير تمييز او تفريق بين المواطنين. وشكرا على ما ستنجزه وتحققه على هذه الارض الطيبة في مستقبل الأيام. فعكار وكل لبنان بحاجة الى الرجال الكبار، والكفاءات الراقية من أبنائه الأوفياء للنهوض بالدولة ومؤسساتها، الدولة التي نطمح اليها، هي الدولة الوطنية القوية والعادلة، لتبقى وحدها صاحبة السلطة والسيادة والسلاح على أرضها، ليبقى لبنان بوحدته الوطنية سيدا حرا عربيا مستقلا، بعيدا عن محارق حروب الارهاب التي تدور حولنا، والحروب المذهبية والطائفية التي تفتك بالبلاد والعباد في بعض بلدان هذا الشرق العربي الحزين، وليبقى لبنان متعاونا مع أشقائه العرب ومع المجتمع الدولي، بعيدا عن المحاور الاقليمية والدولية لبناء حياة أفضل على هذه الارض المباركة".
فارس
أما فارس فقال: "نجتمع اليوم في حرم جامعة البلمند في بينو، كي نفتتح رسميا كلية عصام فارس وذلك ببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر. هذه مناسبة عزيزة على قلبي أحيي فيها هذا الحشد الكبير. أنتم أهلي، أنتم أحبائي، أنتم أهل الوفاء. أتيتم من كل أنحاء عكار لترحبوا بضيوفنا الكرام ولتدعموا مسيرة الإنماء والتعليم العالي في منطقة أهملتها الدولة. ولكن عكار أكبر من أن تهمل، عكار قوة شعبية هائلة، عكار قوية بجيشها الباسل وبشهدائها الأبرار، عكار نموذج للعيش الواحد، عكار رمز الولاء والوفاء للبنان السيد الحر المستقل".
أضاف: "أود أن أرحب بشكل خاص برئيسنا الروحي، صاحب الغبطة، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس سيدنا يوحنا العاشر. أرحب به لزيارته الأولى كبطريرك، لمنطقة لنا فيها نحن الأرثوذكس موقع خاص وريادي. ويشرفني أن أتقدم من غبطته بكثير من التقدير لإصراره على أن يأتي شخصيا ليبارك افتتاح هذه الكلية التي لي شرف الإسهام ببنائها وشرف تسميتها باسمي".
وتابع: "يزداد هذا الحفل فخرا واعتزازا بوجود الصديق الكبير صاحب النيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أراد أن يكون بجانب أخيه البطريرك يوحنا العاشر، في هذه المناسبة الأكاديمية العزيزة. ونيافته من الأوائل في دعم التعليم الجامعي وفي توجيه التعليم العالي لدعم لبنان ورسالته الروحية والإنسانية. كما أحيي سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالصديق العزيز الشيخ خلدون عريمط لمواقفه الوطنية. وأود بمناسبة الافتتاح أن أشكر جامعة البلمند على هذه المبادرة، وأشكر القيمين على إدارة هذه الكلية، وبالأخص الصديق العميد الدكتور ميشال نجار والعميد المشارك الدكتور الياس خليل والأساتذة والطلاب والموظفين، لرفع شأن الكلية وتوسيع نطاق خدماتها. ولا ننسى دعم الصديق الكبير رئيس الجامعة دولة الرئيس الدكتور ايلي سالم لدعم هذه الكلية ولدعم دورها الكبير في عكار وفي سائر الشمال".
وأردف: "عندما نفتتح كلية أو مكتبة في جامعة البلمند نضع الأعمدة الأساسية لقيام جامعة تنطلق من شمال لبنان إلى كل لبنان ومن لبنان إلى المشرق العربي ومنه إلى بلدان الإنتشار. تنطلق جامعة البلمند من روحية الشمال، روحية القرية اللبنانية، روحية الخدمة، والمحبة، والعنفوان. وما هذا الحشد الشعبي معنا اليوم إلا للتذكير بأن شعب عكار متشوق للتعليم الجامعي ومقدر لمبادرة جامعة البلمند بأن تكون في وسطنا خميرة للمزيد من الكليات المتخصصة والتي تهم عكار بشكل خاص. وأنا إبن عكار أقف دوما بجانبهم في كل ما يحتاجون إليه".
وختم: "عكار ليست للاهمال، عكار ليست للحرمان، عكار لها ديون على الدولة كالجامعة والمطار وسواهما، عكار هي صمام أمان الدولة وإنه لفخر كبير لي أن أقف بين أهلي في بينو وفي عكار وأن أجدد اعتزازي بهذا الشعب الطيب الذي وقف بجانبي في مسيرة حياتي ووقفت أنا بجانبه، والآن ومن هذا الحرم الجامعي البلمندي ومن كلية عصام فارس أعلن دعمي المستمر لهذه المنطقة ولأجيالها الطالعة كي تكون دائما السباقة في خدمة لبنان".
يازجي
وأخيرا، قال البطريرك يازجي: "اليوم لعكار رونق خاص، ولهذا الصرح فرح كبير بالتقاء الاخوة في قرية فارس رجل الحوار ورجل الدولة، نجتمع في وقفة تقدير لعصام فارس الذي حاز لبنان على قلبه، وحمله وكل قضاياه الى المحافل الدولية في احلك الاوقات".
أضاف: "نحن هنا لنؤكد اننا نسيج واحد ولنلتمس اصالة عكار في قلب هذا الرجل ولننشد من أصالة عكار، بكل ابنائها انشودة محبة للبنان وللمشرق، صحيح ان عصام فارس هو رجل اعمال، وصحيح ايضا انه رجل سياسة، ورجل وطن، وذو ايد بيضاء، لكن قبل كل هذا، يكمن في تلك الاصالة العكارية التي تنجلي في هذه القرية الوادعة، بينو، والتي لم تغادره يوما".
وتوجه الى فارس "ابن كنيسة انطاكية الأرثوذكسية التي تفخر به، والتي من ضمنها كلية عصام فارس للتكنولوجيا - فرع جامعة البلمند، في عكار، ويفخر هو بها كنيسة مجيدة وجسر تلاق ومحبة مع الجميع".
وختم: "ان من يزرع بالبركات بالبركات يحصد، فكيف اذا كان الغرس من فارس عكاري في بينو - عكار وفوحه وعبقه في لبنان والشرق".
أيقونة
بعد ذلك، قدم يازجي الى فارس أيقونة العذراء مريم عربون "تقدير من كنيسة انطاكية، كنيسة الرسولين بطرس وبولس".
وأقام فارس وعقيلته مأدبة غداء تكريمية في داره.