الأخبار والاحداث



وسام للميا المبيض البساط برتبة فارس
2017-04-11

قلّد السفير الفرنسي إيمانويل بون رئيسة معهد باسل فليحان المالي في وزارة المال لميا المبيض البساط (عضو جمعية اعضاء جوقة الشرف- لبنان)، وسام جوقة الشرف من رتبة فارس، في احتفال أقيم في قصر الصنوبر، بعدما كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منحها هذا الوسام الرفيع في 13 تموز 2015، "تقديرا لجهودها في تعزيز التعاون بين لبنان وفرنسا وبناء الشركات المستدامة مع المؤسسات الفرنسية والأوروبية".
وألقى بون كلمة أكد فيها أن منح بساط هذا الوسام "هو تقدير لمجمل مسيرتها الاستثنائية في خدمة بلدها، ولعملها في سبيل التقارب بين لبنان وفرنسا"، مثمنا جهودها للمساهمة في "بناء دولة القانون والمؤسسات القوية".
وإذ اعتبر "انها تعمل مع آخرين لخدمة لبنان الذي يتميز بتنوعه وتعدديته وانفتاحه وقدرته على الصمود والاستمرار أمام كل المصاعب"، رأى أن "لدى اللبنانيين قدرات كبيرة ويبرعون في مجالات كثيرة"، مشددا على أن "لبنان في حاجة إلى رجال ونساء متفانين وغير فاسدين يخدمون الدولة، وهو ما تجسده لميا بساط".
أما البساط، فرأت في تكريمها "تكريما للعمل الرائع الذي يقوم به معهد باسل فليحان المالي منذ أكثر من عشرين عاما، وتأكيدا لدعم فرنسا رسالة المعهد وطموحه إلى أن يصبح من كبار المعاهد الحكومية المتخصصة في مواضيع الحوكمة وبناء الدولة في المنطقة"، مشيرة الى أن "جوهر عمل فريق المعهد يرتكز على الاقتناعات والقيم والطموحات المشتركة".
ودعت الى ضرورة "بناء الدولة القادرة في منطقة يمزقها العنف وفقدان الثقة، وتتهاوى فيها المعاني والمبادئ، وتختلط صورة الأوطان بالقبائل والديانات"، سائلة: "هل نملك الشجاعة لكي نبني، بحكمة ودراية، مؤسسات فاعلة ومسؤولة ومنفتحة، كما فعل يوما كبار هذا البلد؟ هل نملك جرأة بناء الدولة؟"

 

نص كلمة السيدة البساط: 

كلمة السيدة لميا المبيض بساط في احتفال تسلّمها وسام جوقة الشرف

في قصر الصنوبر ببيروت، يوم الجمعة في 7 نيسان 2017

الجُرأة في بناء الدولة

الافتتاحيّـــــة

قلبي يخفق ومشاعري جيّاشة هذا المساء، فأرجو أن تعذروني أيها السيّدات والسادة الكرام.

إنّ تقليدكم لي يا سعادة السفير، عزيزي إيمانويل، وسام جوقة الشرف من رتبة فارس، بحضور عائلتي وحضوركم جميعًا سيّداتي وسادتي، لَهو أمر يَبعث الدفء في قلبي، ولكنّه يدعوني أيضًا إلى التواضع أمام هذا التقدير الرفيع.

لعلّكم إذا أنصتّم جيّدا، تسمعون خفقات قلوب والدتي وزوجي وابنتيّ، الواقفين إلى جنبي ها هنا، وطبعًا، خفقات قلبي. وتحضُرني في هذه اللحظات أيضًا، ذكرى مَن فارقونا من الذين واكبوا مسيرتي.

لكنّنا هذا المساء، أيّها الأصدقاء الأعزّاء، لا نحتفل بشخص، بل بتاريخ مشترك ساهمتم جميعاً بصناعته. فالتكريم هذا المساء هو للعمل الرائع الذي يقوم به معهد باسل فليحان الماليّ منذ أكثر من عشرين عامًا وتأكيدٌ على دعم فرنسا لرسالة المعهد وطموحه إلى أن يصبح من كبار المعاهد الحكوميّة المتخصصة في مواضيع "الحوكمة وبناء الدولة" في منطقتنا.

هذا التكريم مهدى إليكم يا رفاقي في المعهد، إليكنّ أيّتها السيّدات الكريمات اللواتي تؤلّفن النسبة الكبرى من فريقنا، وأيّها السادة النبلاء. معًا نشكّل منذ عشرين عامًا فريقًا يرتكز جوهر عمله على القناعات والقيَمْ المشتركة. أقولها بفخرٍ غامرٍ هذا المساء يُعبّر عن إعجابٍ كبيرٍ: لولاكُم، لولا قوّتكم وشغفكم، ما كنت لأقف حيث أنا اليوم.

كلّ القدير لكم يا معالي الوزير جورج قرم، فقد أوليتُموني مسؤوليّة هذا المعهد برغم حداثة سنّي (كان ذلك منذ سنوات طويلة). أرجو ألاّ تكون نادمًا على ما فعلتَ.

دولة الرئيس فؤاد السنيورة، الأب المؤسّس لهذا المعهد العظيم، لقد أودعتموني ثقتكم وقدّمتم إليّ دعمًا لم يعرف حدودًا. لكم أوجّه أكبر التقدير.

كذلك، أخصّ بصادق تقديري جميع الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة المال، وخصوصًا معالي الوزير علي حسن خليل. فبفضل دعمكم، اكتسب المعهد شهرة راسخة هي اليوم ضمانة جدّية لشركائنا الدوليّين الذين أحيّي وجودهم بيننا هذا المساء.

بعض من سيرة ذاتيّة

بحثُت في غوغل هذا الصباح عمّا يميّز تاريخ اليوم، السابع من نيسان - والعدد سبعة يرمز إلى المجد في اللغة العربيّة - فاكتشفت أنّ هذا التاريخ يصادف اليوم السابع عشر من الشهر السابع من رزنامة الثورة الفرنسيّة. قُلت في نفسي أن هذا تذكير بقيمٍ عزيزة على قلبي أوحتها ثقافتي الفرنسيّة، أي الرغبة في الحريّة، حسّ العدالة واحترام الحق، وخصوصا تلك الحقوق التي لا تُمسّ، سياسيّة كانت أو اجتماعيّة، وهوى "الثورة"، بالمعنى السلميّ طبعًا- معنى حَمَله المفكّر ألبير كامو.

هذا الهوى دفعني منذ ستّة عشر عامًا لكي استجيب لنداء لا يقاوَم. فتخليّت طوعًا عن مسيرة مهنيّة مريحة كُنت بدأتُها في الأمم المتّحدة لأتولى مسؤوليّة معهد باسل فليحان الماليّ، وكان آنذاك مشروع تعاون لبنانيّ فرنسيّ. وكانت مهمّتي تحويله إلى مؤسّسة عامّة مستقلّة راسخة في كنف الدولة اللبنانيّة تسعى لخدمة موظفيها ومواطنيها.

لم أتخيّلني يومًا موظّفة في الإدارة العامّة اللبنانيّة، بعدما كنت موظّفة أمميّة. لكنني لم أندم على خياري هذا أبدًا!

لم أندم على خياري لأنّني اكتشفت أنّني بذلك أحقّق مشروع حياتي، وهو المساهمة في بناء مستقبل أفضل لابنتيّ، مستقبل يجنّبهما عيش أوقات القلق والرعب والانفصال التي عشتها في طفولتي، على مقربة من خط التماسّ المسمّى "الخطّ الأخضر"، والذي صبغ بالأحمر والأسود وجهَي بيروت، مدينتي!

لقد أصغيتُ على مرّ السنوات إلى نساء ورجال في مناصب عليا في الإدارة العامّة، يكرّسون لهذه الدولة كلّ طاقاتهم، وأفضل سنوات حياتهم، وغالبًا حتّى حياتهم نفسها...

لاحظتُ التناقض الكبير بين طبيعة الاتفاقات السياسيّة التي تسمح بحلّ النزاعات من جهة، وبين الاكتراث لبناء المؤسسات القادرة الفاعلة من جهة أخرى.

كلّنا يدرك اليوم، من دروس تجربة الربيع العربيّ الذي تهاوى، أنّ التهاون في بناء مؤسسات الدولة من شأنه أن يعرّض للهشاشة– هشاشةٍ قاتلةٍ أحيانًا- الاستقرار السياسيّ للبلاد.

معاهد التدريب الحكوميّة تستحقّ التكريم وانجازات المعهد

أصدقائي الأعزاء،

تُكَرَّمُ هذا المساء فعلًا، معاهد التدريب الحكوميّة التي تقع على عاتقها تحدّيات المحافظة على الدولة وقيم الخدمة العامّة.

ففيما لا تولى هذه المعاهد في بلادنا، ومنذ زمن طويل، الأهمية التي تستحقّها، لم يعد واردًا في الدول الأخرى تعيين موظّفين في منصب حكوميّ من أيّ نوع كان، إن لم يجرِ إعدادهم لتحمّل مسؤوليّاتهم المستقبليّة بشكل مهنيّ، ولم يلزموا لاحقًا بتلقي التدريب المستمرّ.

هذا المساء هو مناسبة لنؤكّد من جديد أنّ التعلّم المستمر المرتبط بالأداء ليس أمرًا ثانويًّا، بل هو مرتبط بمشروع دولة المستقبل، ورُكنٌ من أركانها.

لقد استند المعهد المالي في أوّل مساره على تعاون الشريك الفرنسي ومن ثم الشركاء الأوروبيّين والعربّ.

معًا، بنينا مؤسّسة عصريّة ومَرِنة، في قلب الدولة اللبنانيّة، وصَرحٍ تعلّميّ يحمل رسالة إقليميّة.

يتلقى موظّفونا التدريب في أفضل المعاهد الفرنسيّة، كالمدرسة الوطنيّة للإدارة، ومدارس وزارة الماليّة الفرنسيّة، والمركز الوطني للخدمة العامة المناطقية وغيرها. ويصقل مدرّبونا مهاراتهم فيها.

معًا، أقمنا تعاونًا متوازنًا ومتكاملاً، يستند إلى القوّة التي يتمتّع بها كلّ منّا. شكّلنا فريقًا مشتركًا لبناني-فرنسي يعمل بانسجام على الردّ على مشاريع التعاون. وباتت تجربة المعهد المالي نموذجًا يحتذى به في فلسطين، والأردن، والمغرب، وأيضًا في صربيا وساحل العاج، وحيثما تدعو الحاجة!

بعد مضيّ عشرين عامًا، أراها، ثورةً سلميّةً في منهجيّات التعاون التقني، تبني شراكات مستدامة وتذلل الحواجز البيروقراطيّة من أمام المؤسّسات الجادّة في تحسين أدائها، وتساهم في تقريب المسافة بين ضفّتي البحر الأبيض المتوسّط.

وأسمحوا لي أن أذكر على سبيل المثال، ما أنجزناه من تقارب بين أربعة وعشرين معهدًا ووحدةً للتدريب في لبنان من خلال الشبكة الوطنيّة للتدريب التي أطلقناها في العام 2013 بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإداريّة ومجلس الخدمة المدنيّة. ثقافة جديدة في التعلّم المستمر نراها تزهر كلّ يوم، ومراكز جديدة للتدريب آخرها مركز في وزارة الاقتصاد والتجارة.

وكذلك أشيد بالإنجاز الكبير وهو شبكة معاهد التدريب الحكوميّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، غيفت-مينا وقد أصبحت أداة للتعاون بين بلدان الجنوب، تُشجّع في الوقت عينه الانفتاح على جيراننا القريبين منّا في شمال البحر المتوسّط. كما باتت مصدر إلهام لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

 

أيّها السيّدات والسّادة،

هذه كلّها نتائج متواضعة ملموسة وحقيقيّة للتعاون، تشكّل مصدرًا كبيرًا للقوّة في منطقة المتوسّط.

سعادة السفير، أنتم الذين تكنّون للبنان حبًّا كبيرًا، حتّى باتت "بحبّك يا لبنان" من عباراتك المعروفة، إنّ شراكتنا بفضلكم لا تعرف الوهن، بل هي وعلى العكس من ذلك تتجدّد عامًا بعد عام.

كلّ التقدير لفريق عمل هذه السفارة الذي نتعاون معه منذ سنين على قاعدة الاحترام والفعّاليّة المتبادلين.

 

عودة إلى الصعوبات

أيّها السيّدات والسّادة، أيّها الأصدقاء الأعزّاء،

أعترف بأنّ الدرب لم يكن سهلاً علينا، لكنّني لا أريد العودة إلى الصعوبات.

صعوبة أن ندير مؤسّسة بغير ميزانيّة في ظروف متغيّرة. نحمد الله أنّنا تجاوزنا هذا العائق مؤخّرًا.

صعوبة أن نرى الإصلاحات تخطو خطوات عملاقة في دول قريبة وبعيدة، فيما إصلاحاتنا تراوح مكانها.

صعوبة ألاّ نفقد الأمل ونحن نودّع أفضل أفراد فريقنا وأوسعهم موهبة، ممّن يلفظهم النظام.

صدّقوني، كم من مرّة كان فيها الانفتاح والتشارك مرادفين للمرارة والشعور بالوحدة.

لكنّنا كنّا ولا نزال عازمين على المثابرة.

لأنّنا نؤمن بالدولة ومؤسساتها، فهي أثمن ما عندنا من مُلكٍ عامٍّ،

لأن الخدمة العامّة فخر لنا،

ولأنّنا نحبّ مهنتنا.

 

إنّ الدرس الأهم الذي يقدّمه إلينا التاريخ في موضوع السلام والتنمية، وأنتم أدرى منّي بذلك، هو أنّ تحقيقهما متعذّرٌ من غير الدولة القادرة. فالدولة الرَثيثة لن يستطيع جهازها أن يتولّى هذا الدور. وتحقيق إدارة عامّة قادرة، متمكّنة، يَمُرّ من طريق بناء رأسمالها البشريّ. وهذا يعني حُكمًا إدارة عصريّة متكافئة للتوظيف على أساس الجدارة والمهارة، وتطويرٍ مستمرٍّ للكفايات.

وبمقدار ما تكون هذه العمليّة متطوّرة، وبمنأى عن الفساد، تَتَحسّن نوعيّة الخدمات المقدَّمة للمواطن، ويعلو العقد الاجتماعيّ ليصبح عقد ثقة متبادلة بين الدولة ومواطنيها.

إنَّ كلّ رفض لهذا المنطق يؤدي بالمؤسّسات إلى الفشل، وبالاقتصاد إلى الركود، وإلى هروب الاستثمارات، وتضخّم الأزمات الاجتماعية وصولً إلى توتّر قاتل. والخشية أن ينتهي تقاسم كعكة الحُكم ......بحدّ السكّين.

النـــداء

منذ سنوات ومعهدنا يصغي إلى المواطنين والموظّفين الذين دأبوا على توجيه النداء تلو النداء إلى بعضهم البعض وإلى الطبقة السياسيّة والمنظّمات الدوليّة.

إليكم، أيّها السيّدات والسادة، ما يطالب به المواطنون:

"نريد دولة على مثال سنغافورة، لا على مثال أثينا". "نريد إدارات قادرة على تحقيق خدمة أفضل بكلفة أقلّ. إدارات مرنة، مبادِرة، منفتحة، على صورة اللبنانيّ".

أمّا كبار الموظّفين فيقولون:" الإدارة هي نحن، وعلى عاتقنا تقع مهمّة تحقيق التماسك، وصون المؤسسات، واستشراف المستقبل". "أنظروا إلى الإنسان فينا، فممارستنا هي ضمانة للعيش المشترك". "ساندونا لكي نبني إدارة عامّة ترتكز على الكفايت، ثمّ حاسبونا على أخطائنا وأعمالنا! ساندونا لكي نتدارك خطر الاستخفاف والاعتباط في ممارسة القرار".

وإلى المنظّمات الدوليّة: "طوّروا نماذج التعاون لديكم. ابتعدوا عن الخيارات البديلة، ولنتلاقى في منتصف الطريق على قاعدة احترام المؤسّسات برغم هشاشتها".

 

أيّها السيّدات والسّادة،

إنّ هذه النداءات تستحقّ الإصغاء إليها.

فقد بات يصحّ اليوم ما كان إدغار موران يقوله: "لم يعد بوسعنا الترقيع. يجب البدء بالبناء، والمهندسون كثر".

إنّ هذه النداءات تستحقّ الإصغاء إليها بصدق، خصوصًا في هذا الزمن الصعب، حيث تواجه لبنان معضلات غير مسبوقة. واللبنانيّون في أمسّ الحاجة لكي نصغي إليهم، فهل من يسمع؟

الخاتمــــة

اخترت أن أختم كلمتي بقول لثائر اشتراكيّ من القرن التاسع عشر، صنّف خطًأ مع الطوباويّين، وهو أوغست بلانكي، الذي كان يقول: "ليس للمساكين     سوى الوطن"!

في منطقة يمزّقها العنف وفقدان الثقة، وتتهاوى فيها المعاني والمبادئ، وتختلط صورة الأوطان بالقبائل والديانات، ليس للمواطنين، أيّها السيّدات والسادة... سوى خيار الدولة القادرة.

 

فهل نملك الشجاعة لكي نبني، بحكمة ودراية، مؤسسات فعّالة ومسؤولة ومنفتحة... كما فعله يومًا كبار هذا البلد؟

 

هل نملك جرأة بناء "الدولة"؟

 

كلمــات الشـكر

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة، أيّها السيّدات والسادة، أصدقائي الأعزّاء،

لقد خدمت بلديّ الاثنين. وعشت قناعاتي كلّ يوم. فما أعظمها فرصة!

سُنحت لي فرصة التعاون مع مؤسّسات استثنائيّة في عالمنا العربيّ والعالم، باتت شريكة لنا.

عَرَفتُ نساءً ورجالاً متفانين، مخلصين، حريصين على احترام واجب الحياد والتحفّظ، لم يتزعزع إيمانهم، مِثلي، بأنّ "الدولة القادرة" هي الطريق إلى المستقبل، بأنّ "الدولة القادرة" هي مشروعنا وله مستقبل.

أشكرهم من القلب، كما أشكركم جميعًا على هذه الرحلة الجميلة.

 

كلمات امتنان أخيرة، من القلب أخصّ بها عائلتي:

في البداية لوالدتي أسمى الحاجّ، ملهمتي، المرأة التي علّمتنا حبّ الحياة، حين كان الموت يحيط بنا. أمّي، كلماتي كلّها تبقى عاجزة عن وصف إعجابي بك وحبّي العظيم وعرفاني الأبديّ بالجميل.

لشقيقتي علياء، الطالبة القديمة المُجَلِّية في المدرسة الوطنيّة للإدارة في فرنسا، والتي زرعت فيّ حبّ الشأن العامّ، ولشقيقي عليّ، شريك روحي وقوّتي الخفيّة،

لعماد، زوجي وشريكي الوفيّ، صاحب الروح المرهفة والسخيّة، ومصدر قدرتي على التحمّل،

للراحل عدنان وحبيبته أمال، ولعائلة البساط الكريمة قولاً وفعلاً،

محبّتكم الصادقة الجارفة أتاحت لي أن أعيش شغفي.

وأخيرًا لنجمتيّ ودُرّتَيْ عينيّ "يمنى وساره"، اللتين عانتا أحيانًا من بعض الإهمال حين كان حجم العمل ثقيلاً، ومعهما ابنَيْ شقيقي زياد وجاد، أمل بلدنا الواعد،

لكم أقول: قد يبدو بلدنا لكم غير مكتمل. لكنّ علينا ألاّ نيأس، أن لا نتوقف عن المقاومة.

كونوا واقعيّين دومًا، واطلبوا المستحيل!

أطلت عليكم الكلام، وهذا خارج عن إرادتي. أشكر لكم حضوركم وحسن استماعكم.

عاش لبنان، عاشت فرنسا، وعاش التعاون!

© 2012 - SMLH-LB
ملاحظة : ان تطوير هذا الموقع تم بمساهمة كريمة ومشكورة من عضو الهيئة الإدارية للجمعية القنصل روجيه سماحة