وصف السفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون علاقات الصداقة التي تجمع بين لبنان وفرنسا بانها " رسالة وتراث انساني ضد الحقد والانتقام على جانبي المتوسط، وهي ايضاً تعكس رؤية مشتركة قائمة على القيم التي تقود خطواتنا، فنحن نؤمن بحرية التعبير وبدولة القانون لانه لا يوجد سلام حقيقي ولا امن مستدام من دون اطار القانون ومساحة الحرية ".
كلام السفير بون جاء خلال الحفل السنوي التي اقامته " جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان Legion d'Honneur" تكريما للمحاربين القدامى في الجيش الفرنسي اللبنانيين والفرنسيين المقيمين في لبنان ، وذلك في النادي اللبناني للسيارات والسياحة في الكسليك . حضر الحفل ، الى جانب السفير بون واركان السفارة في بيروت ، الرئيس الفخري لـ "جمعية اعضاء جوقة الشرف " في لبنان الوزير السابق ميشال اده ورئيس الجمعية الوزير السابق الشيخ ميشال الخوري ونائب الرئيس الاول الوزير السابق عدنان القصار واعضاء الهيئة الادارية للجمعية وممثلون عن قادة الاجهزة الامنية وقدامى القوات المسلحة اللبنانية ورئيس جمعية اعضاء وسام الاستحقاق الفرنسي المحامي رشيد الجلخ . كما شارك في الحفل وفد مثّل الرئيس العالمي لـ" جمعية اعضاء جوقة الشرف في فرنسا " ضم الجنرال برنار نيكولا والجنرال جان-بيار بوشين والجنرال الان بيكار .
كلمة السفير الفرنسي
بعد النشيدين اللبناني والفرنسي والوقوف دقيقة صمت تحية لارواح شهداء الجيشين اللبناني والفرنسي ، القى السفير بون كلمة شدد فيها على عمق الروابط التي تجمع فرنسا ولبنان والتي تحولت الى صداقة، لافتاً الى "التضحيات المتبادلة التي بذلها اللبنانيون في سبيل فرنسا والفرنسيون في سبيل لبنان والتي باتت مدماكا صلبا في بناء الصداقة الفرنسية- اللبنانية ".
واستذكر السفير بون كيف وقفت فرنسا الى جانب لبنان في محنته عبر التاريخ منذ العام 1860 وحتى اليوم، ودفع فرنسيون دماءهم ثمناً لهذا الموقف. كما لفت الى وقوف لبنان الى جانب فرنسا خصوصاً خلال الحرب العالمية الثانية، حيث لبى اكثر من خمسة آلاف لبناني دعوة الجنرال شارل دي غول لتحرير فرنسا من النازية، واوضح ان تضحيات اللبنانيين في سبيل فرنسا وتضحيات الفرنسيين في سبيل لبنان نسجت علاقة متينة تحمل معان عميقة خلال الفترة الحرجة التي نمر فيها، مشيراً الى ان الذاكرة المشتركة للاحداث ولتضحيات البلدين خلقت مجتمعاً مترابطاً بين البلدين، وهو ما يعكس قرار العديد من المحاربين الفرنسيين القدامى البقاء والعيش في لبنان."
وقال السفير بون : " ان هذه الصداقة هي بمثابة رسالة وتراث انساني ضد الحقد والانتقام على جانبي المتوسط، وهي ايضاً تعكس رؤية مشتركة قائمة على القيم التي تقود خطواتنا. فنحن نؤمن بحرية التعبير وبدولة القانون لانه لا يوجد سلام حقيقي ولا امن مستدام دون اطار القانون ومساحة الحرية ". واكد الاستمرار على الخطى التي سار عليها اسلافنا من اجل الدفاع عن التنوع في المشرق، وعن الشعوب المتجذرة في التاريخ والنسيج الاجتماعي لهذه المنطقة.