نعى رئيس جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان (legion D’Honneur) الوزير السابق الشيخ ميشال الخوري، الرئيس الفخري للجمعية الوزير السابق المرحوم ميشال إده، الذي انتقل إلى رحمته تعالى بعد عمر قضاه في خدمة لبنان بجناحيه المقيم والمغترب.
وقال الوزير السابق الخوري : " بغياب ميشال إده، يخسر لبنان رجلاً وطنياً، ومسؤولاً من طينة الكبار. آمن برسالة بلده، فقضى عمره مدافعاً بصلابة عن الصيغة اللبنانية، وعن أهمية التعايش الإسلامي- المسيحي الذي يعتبر انه ثروة لبنان ووجهه الحضاري، وهو الذي جعل وطننا نموذجا عالميا للتلاقي والانفتاح والتلاقح بين الأديان والثقافات.
في الشأن العام كان ميشال إده حاضراً في أكثر المراحل مرارة وقسوة في تاريخ لبنان. في صلب مسؤولياته الوزارية، ورئاسته للرابطة المارونية، عرف عنه إقدامه، وشفافيته، وانفتاحه على الجميع. وفي ذروة الانغلاق والتناحر والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد، كان ميشال إده رجل التواصل والحوار، فباتت كلمته مسموعة، وآراؤه السديدة موضع تقدير وإجماع ".
واضاف : أعطى الراحل الكبير الوزارات التي حلَّ فيها منذ الستينات، الكثير من سعة معرفته وخبرته ووطنيته، وأهلته ثقة اللبنانيين به على مر السنين، ليتم طرح اسمه مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية لمرات ثلاث. خسر المنصب السياسي الأول في لبنان بسبب التجاذبات السياسية، وربح محبة اللبنانيين واحترامهم وتقديرهم.
ويفقد لبنان المنتشر بغياب ميشال إده، نصيراً وراعياً عمل من أجل اللبنانيين في الخارج من خلال تأسيسه "المؤسسة اللبنانية للانتشار" مع المثلث الرحمات البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.ويفتقده شباب لبنان الذين استقوا من ايمانه بقدراتهم، دعماً كبيراً، حيث وفر لهم التعليم الجامعي، وأخذ بيدهم صوب مستقبل أكثر أماناً وإنتاجية. فميشال إدة كان رجل خير بامتياز، ومؤمناً ورعاً، وابناً صالحاً لكنيسته كما لوطنه، لا تعرف يسراه ما تفعله يمينه، تلهمه أخلاقه الرفيعة، واندفاعه المتأصل في داخله، الى المساعدة وتقديم يد العون.
هو رجل العلم والثقافة، عرفته المنابر والمحافل محاضراً دقيقاً وموسوعياً، ومتخصصاً في الشؤون الاسرائيلية، التي كتب فيها محاضرات ومؤلفات، مستلهماً اندفاعه من نضاله العروبي، وإلمامه الواسع، وذاكرته المتقدة" .
وقال الوزير السابق الخوري : "أما بالنسبة إلى جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان، فقد كان ميشال إدة أحد مؤسسيها، وظل رئيساً لها لسنوات قبل أن يقعده المرض ويبعده عنها قسرياً، فانتخب بالاجماع رئيساً فخرياً لها نظراً لعطاءاته المادية والمعنوية. وما تكريمه من الدولة الفرنسية، بمنحه أعلى وسام لجوقة الشرف وهو وسام الصليب الأكبر Grand Croix، إلا دليل على ما قدمه ميشال إدة من أجل تطوير العلاقات اللبنانية – الفرنسية في مختلف الميادين.
برحيل ميشال إده، تنطوي صفحة مشرقة في تاريخ الرجالات الكبار في لبنان. سياسي لامع، ومثقف من طراز رفيع، ورجل خير وانسانية. صفات قلما اجتمعت في رجل واحد، فكان الألم حارقا لفقدانه ".
وختم بالقول : "إن الجمعية التي تودع هذه القامة الوطنية الكبيرة، تسأل له الراحة في دنيا الخلود، وتتقدم من عائلته الصغيرة ومن جميع عارفيه ومحبيه بأصدق التعازي القلبية. وتعرب عن ثقتها بأن اسم ميشال إدة سيظل محفوراً في وجدان الوطن والأجيال الآتية، وبصماته الانسانية لن يمحوها الزمن".