نعى رئيس "جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان" (Légion d'Honneur) الوزير السابق الشيخ ميشال ب.الخوري البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، العضو الشرف في الجمعية كونه يحمل الصليب الاكبر من وسام جوقة الشرف الفرنسي، وجاء في النعي: "غياب البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير هو كسفر الابن إلى أبيه. يمضي هذا الرجل الكبير من لبنان إلى حضن الآب، متمما وزناته، نقي الضمير، وناصع الجبين. نفوس اللبنانيين حزينة اليوم لرحيل البطريرك صفير، بعدما خبرناه كاهن الصمت في العمل، وصاحب الحكمة الهادئة وروح المصالحة والغفران. تخسره الكنيسة المارونية وهو من كانت له يد طولى في حمايتها من ارتدادات الأزمات، والحروب، ونزعات التفتت والانقسام، التي عصفت بلبنان على مدى عقود. ويخسره الوطن، مدافعا صلبا عن وحدة شعبه، واستقلاله الناجز، ورسالة العيش المشترك التي جسدها بالموقف والممارسة وأقر بها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. نفتقد برحيل البطريرك صفير، مرجعية وطنية وانسانية كبيرة، عرفت كيف تضخ الأمل حيث اليأس والاستسلام، والعنفوان حيث التخاذل، والتهدئة حين تغلي الدماء في العروق، وتطغى لغة المصالح والتناحر.
لم يساوم يوما على الحرية المطلقة، والحقوق الانسانية، وسيادة الوطن. كيف لا، وهو الذي إئتمن على كنيسة عاشت الاضطهاد، ونجت من حملات الاقصاء والاخضاع والهيمنة، فنجت الكنيسة وبات للبنان وجود. البطريرك صفير، الذي كان عضو شرف في جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان، كان أيضا بالنسبة إليَّ المثال والمرجعية.واليوم لا يسعني إلا أن أقول وداعا لضمير الكنيسة المارونية وضمير لبنان. وداعا يا سيدا مشيت على درب المسيح، واستلهمت منه نبراس حياتك وعظاتك ورعايتك الأبوية لشعب الكنيسة.
ولك منا صلواتنا، ومحبتنا، ووعدنا بأن تظل في وجداننا الضوء الذي يرشدنا في عتمة الأيام".