رشح الوزير اللبناني السابق والبروفسور في العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف جورج قرم، رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا ( امين صندوق جمعية اعضاء جوقة الشرف- لبنان) لنيل جائزة نوبل للسلام للعام 2019، وذلك على خلفية الدور الإنساني الذي قام به في تنمية القيادات المجتمعية، وترجمة مبادئ العمل الإنساني طيلة الأعوام الـ50 المنصرمة، سواء على صعيد تجربته الخاصة أو من خلال برامج مؤسسة عامل وتضامنها مع الإنسان المهمش من دون أي تمييز.
وقد تزامن هذا الترشيح مع حلول الذكرى الـ40 لإطلاق مؤسسة عامل الدولية في تموز من العام 1979، كردة فعل على كوارث ونتائج الاجتياح الاسرائيلي وعقلية الانقسامات الداخلية التي سادت حتى في مجال العمل الإنساني – المدني.
وقد تضمنت رسالة قرم شهادة حول نضالات الدكتور مهنا في الفضاء المدني، وأدائه المتميز والتزامه المستمر تجاه الفئات الأكثر تهميشاً وضعفاً، بما في ذلك اللاجئين والمشردين. يضاف إلى ذلك مساهمته الهائلة في بناء الجسور بين البيئات المحلية وتعزيز السلم الأهلي مع الاستجابة للأزمة الإنسانية الكبرى، على مدى العقود الخمسة الماضية، في لبنان والمنطقة وخارجها.
ولفت قرم في رسالته إلى لجنة التحكيم إلى أن “الدكتور مهنا، بصفته ممارسًا وناشطًا في مجال بوصلة العمل الإنساني، على المستوى العالمي، للمشاركة في أكثر المؤتمرات الإنسانية تأثيرًا، حيث يتحدّى السياسات لضمان مراعاة حقوق الناس الأكثر تهميشًا والأقل حظًا. وفي هذا الإطار أيضا، أطلق الدكتور كامل مهنا حركة التضامن الأورومتوسطية مع اللاجئين، وهي مبادرة “3 L” الثلاث لامات: (لبنان ،ليسبوس، لامبيدوسا)، والتي جمعت أكثر من 1000 مشارك (الجامعات ، منظمات المجتمع المدني، السلطات) حول مؤتمرات عقدت لهذا الغرض، في باريس وأثينا وروما وبيروت، لتعزيز قيم التضامن في عالم يفقد انسانيته وفي كيفية الوقاية من الأزمات ومواجهة الهجرة القسرية.
كما اعتبر أن الالتزام المحلي والنضال الدولي للدكتور كامل مهنا، كان عاملاً جوهرياً لنشر رؤية “عامل” الإبداعية على المستوى الدولي من خلال فروع قام بافتتاحها على مدى السنوات العشر الماضية في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا. ومن خلال هذه الشبكة الدولية المتنامية، ومؤسسة عامل الدولية، يعمل الدكتور مهنا على تطبيق هذه الرؤية التي يمكن بموجبها أن يكون الجنوب والشمال شريكين متساويين في ضمان الكرامة للبشرية جمعاء “، تحت شعار “شركاء لا أوصياء”، وهي رؤية تقوم على 5 أعمدة جوهرية مفترض أن تقود العمل الإنساني:
أولاً، أن ينبثق عن الفئات الشعبية والمناطق المهمشة ويكتفي برفع الشعارات، فلا ديمقراطية بدون تنمية (اشبع ثم تفلسف(.
ثانياً، أن يكون جزءاً من النضال في سبيل تأمين الحقوق العادلة للشعوب وفي المقدمة قضية فلسطين.
ثالثاً، أن يناهض ازدواجية المعايير السائدة في التعاطي بين الشمال والجنوب.
رابعاً، أن يعمل من أجل التوزيع العادل للثروات داخل كل بلد وحول العالم، فليس من الجائز أن يمتلك 20% من سكان العالم 80% من ثرواته.
خامساً، أن يناضل من أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، حيث الإنسان هو الهدف وهو المحرك.
وختم البروفيسور قرم رسالة الترشيح بالقول أن د. مهنا الذي كان طيلة حياته أنموذجاً لصانع السلام العادل ومنمي القيادات، في أحلك الظروف، يستحق بجدارة جائزة نوبل التي ستكون بمثابة خطوة دولية نحو نشر هذه التجربة الإنسانية وتعميمها في المجتمعات الأكثر حرماناً وتهميشاً.