اكد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه "ان فرنسا ستبقى وفية للبنان، وهي مستمرة في التزامها المحافظة على متانة الصداقة الفرنسية - اللبنانية وقوتها، لافتا الى ان بلاده "كانت بالامس في مؤتمر روما مثالا لجميع حلفائها في دعم القوات المسلحة اللبنانية من خلال تقديم مبلغ 400 مليون اورو، وقريبا في باريس ستدعو فرنسا شركاءها لدعم الاستثمارات والاصلاحات الضرورية في سبيل تطوير الاقتصاد اللبناني".
موقف السفير فوشيه جاء خلال كلمة القاها في الاحتفال السنوي الذي اقامته "جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان" تكريما للمحاربين القدامى في الجيش الفرنسي اللبنانيين والفرنسيين المقيمين في لبنان، في النادي اللبناني للسيارات والسياحة في الكسليك، في حضور رئيس الجمعية الوزير السابق الشيخ ميشال الخوري، السيناتور الفرنسية كريستيان كاميرمان، الجنرال الفرنسي روبير ماي ممثلا الرئيس العالمي ل"جمعية اعضاء جوقة الشرف"، الجنرال هيرفيه غوبييار، الجنرال جان بيار بوشين، الوزير السابق زياد بارود، ممثلي قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، عدد من السفراء، الضباط وقدامى القوات المسلحة، شخصيات، وحشد من المنضمين الى "جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان".
بعد النشيدين اللبناني والفرنسي، والوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء العسكريين اللبنانيين والفرنسيين، القى السفير فوشيه كلمة عبر فيها عن سعادته للمشاركة لاول مرة في الغداء السنوي التقليدي للمحاربين القدامى، محييا تضحياتهم وشهاداتهم، وقال: "هؤلاء الابطال يستحقون منا عرفانا بالجميل، وبألا تذهب تضحياتهم سدى، وبأن نحمل بدورنا الشعلة. ان ذكراهم تفرض علينا الثبات في التزاماتنا".
واضاف: "لطالما كانت فرنسا وفية للبنان، وبخاصة في الاوقات الصعبة. ويوم الاثنين المقبل، نحتفل بالذكرى الاربعين لقوات الامم المتحدة في الجنوب اليونيفيل التي شاركت فيها فرنسا منذ اربعين عاما حتى اليوم بشكل متواصل. ومنذ ارساء السلام، وجهودنا تلاحق تضحياتنا خلال الحرب. ففي السنوات الخمس الاخيرة، استثمر الشعب الفرنسي وفقا لموارده الوطنية، نحو نصف مليار دولار اميركي من اجل الامن في لبنان. ومنذ يومين، في روما، كانت فرنسا مثالا لجميع حلفائها لدعم القوات المسلحة اللبنانية، واعلنت تقديمها 400 مليون اورو. وقريبا، في باريس، ستدعو فرنسا شركاءها لدعم الاستثمارات والاصلاحات الضرورية في سبيل تطوير الاقتصاد اللبناني. وفي بروكسل، ستسهم في استجابة المجتمع الدولي لمواجهة تداعيات الازمة السورية، والتي يعاني منها اللاجئون السوريون وايضا المجتمعات اللبنانية التي تستقبلهم".
وقال السفير فوشيه: "ان القوات المسلحة اللبنانية تظهر لنا ان هذا الجهد ليس دون فائدة، فإن اندفاع الجنود والطريقة الاحترافية التي يقومون بها بمهماتهم تكفل امننا بشكل يومي. وخلال فترات الشك الطويلة، حموا وبإخلاص، الدولة اللبنانية. ومنذ اكثر من 20 سنة، تسمح القوات المسلحة اللبنانية بالابقاء على امل بمستقبل افضل، كما سمحت جهودها بالحفاظ على السلام والامن، لمسؤولين كبار في الدولة، خدمة بلدهم والتحرك للنهوض به، واخص بالذكر شخصين: معالي الوزير ميشال الخوري الذي تولى وزارة الدفاع وبعدها رئاسة حاكمية مصرف لبنان خلال فترة تطويره، ومعالي الوزير ميشال اده الذي كان وزيرا للثقافة وبث الحياة في الصحافة الفرانكوفونية على انقاض الحرب الاهلية، من خلال توليه صحيفة "اوريان لو جور". وهو لا يزال الداعم الرئيسي لقدامى المحاربين. إن كلا منهما يشكل مدماك الصداقة الفرنسية- اللبنانية ومثالا للاجيال المقبلة".
وختم: "ان فرنسا لن تنسى، وستبقى وفية. ان العبرة من القوى المسلحة اللبنانية ومن جمعيتكم، تشكل حافزا لفرنسا للاستمرار في التزامها وللشهادة بكل اعتزاز امام العالم اجمع، على متانة الصداقة الفرنسية- اللبنانية وقوتها".